لماذا التنمر والسخرية من بدر خلف؟

في الفترة الأخيرة ذاع صيت إعلامي خليجي، بدر خلف، عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لما يقدمه من محتوى مختلف وبطريقة غير معتادة ممن هم مثله، بدر خلف الإماراتي البحريني الأصل، يقدم نصائحا عبر بالفيديو أو الصور له للفتيات، للاهتمام ببشرتهن ونصائح متنوعة ليحافظن على جمالهن.

بسبب ما يقدمه بدر خلف والذي بحسب حوارات سابقة له بعدد من مجلات الإمارات والخليج منذ عام 2017، يطلق على نفسه لقب فاشونست أو بلوجر الجمال أو غيرها، يدعي بدر اهتمامه بجمال الفتيات، وهو أمر طبيعي بالنسبة للرجال فأنا شخصيا لي مصفف شعر مفضل وهو رجل، ولصديقتي طبيب نساء مفضل وهو رجل، ولصديقة أخرى خياط ملابس مفضل وهو رجل، اهتمام الرجال بأمور تخص النساء ليس أمرا غريبا بل طبيعيا وأحيانا نعتد بآراء رجال مقربين في اختيار الملابس أو المكياج.

البلوجر بدر خلف قال في مقابلة صحفية منذ عامين أنه حصل على اعتراف رسمي من أكاديمية «ميلان فاشن كامبس» كمُنسق مظهر محترف وهو لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره ودرس أساسيات تصميم الأزياء في إيطاليا، ثم انطلق ببرنامج على «يوتيوب» يساعد فيه الشباب على تحسين مظهرهم ودفعهم لمواكبة صيحات الموضة التي تليق بهم، علاوة على اطلاعه ومتابعته المستمرة لجديد عالم التجميل والأناقة.

وهذا ما يجعلنا نتسائل، ما يقدمه بدر خلف ليس جديدا، بل منذ قرابة العامين، وهو يقدم نصائحه للفتيات والرجال أيضا، عبر قناته بيوتيوب، إلا أن فيسبوك وانستجرام ساعداه بشكل كبير على الانتشار خاصة مع خاصية "الفلتر" التي يتعمد بدر استخدامها وهي التي تستخدمها الفتيات بشكل كبير.

لكن يتعرض إلى شكل كبير من أشكال التنمر والسخرية في تعليقات فيديوهاته ونصائحه عبر صفحته الرسمية، واتهامات له بانحراف ميوله الجنسي أو أنه على علاقة برجل  آخر، واتهامات لوالديه بالتقصير في تربيته، ربما جربنا لمرات عديدة كيف وصل الأمر بالسخرية من اهتمامات وميول الآخرين، بدفعهم على الانتحار أو الاكتئاب، لكننا كشعوب لا نصدق أن أحدهم يتعرض للأذى إلا إذا شاهدنا دماءه أو يكون قد انتحر بالفعل وأحيانا حينما يحدث أذى لأحدهم جراء سخريته يتشفون فيه كأنما يكشفون عن جزء داخلهم مشوه تجاه الآخرين.

بالعودة إلى بدر خلف، اضطر من خلال صفحته أو يتحدث في عدة منشورات أنه متزوج ولديه ابنة بطرق مختلفة، كأن يعلن أنه يحضر الطعام بدلا من زوجته وفي انتظار أهلها وكيف أنها تتحمل جنونه هي وابنته، دفاعا عن اتهامات عدة وجهت له.

خلاصة القول أن بدر خلف لا يقدم محتوى مختلف عما يقدمه أي "انفلونسر" ولا يقدم نصائحا مختلفة عما يقدمها أي رجل يعمل بمهنة تخدم النساء كالخياط وطبيب النساء ومصفف الشعر والطباخ وحتى الأصدقاء الذين يهتمون بمتابعة خطوط الموضة والأزياء العالمية النسائية ويبدون نصائحهم للمقربات بشأن ذلك.

منصات التواصل الاجتماعي بعكس التلفاز فهي ساحة مفتوحة للجميع وليس فقط لمن يكون على أهوائنا إذا لم يعجبك أحدهم اضغط "بلوك" ولا داعي لنشر أمراض التنمر والسخرية والاتهامات بالانحراف تجاه الآخرين.